{والطور} يريد طور سنين، وهو جبل بمدين سمع فيه موسى عليه السلام كلام الله تعالى، {والطور} الجبل بالسريانية أو ما طار من أوج الإِيجاد إلى حضيض المواد، أو من عالم الغيب إلى عالم الشهادة.{وكتاب مُّسْطُورٍ} مكتوب، والسطر ترتيب الحروف المكتوبة. والمراد به القرآن أو ما كتبه الله في اللوح المحفوظ، أو ألواح موسى عليه السلام، أو في قلوب أوليائه من المعارف والحكم أو ما تكتبه الحفظة.{فِى رَقّ مَّنْشُورٍ} الرق الجلد الذي يكتب فيه استعير لما كتب فيه الكتاب، وتنكيرهما للتعظيم والإِشعار بأنهما ليسا من المتعارف فيما بين الناس.{والبيت المعمور} يعني الكعبة وعمارتها بالحجاج والمجاورين، أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة، أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإِخلاض.{والسقف المرفوع} يعني السماء.{والبحر المسجور} أي المملوء وهو المحيط، أو الموقد من قوله: {وَإِذَا البحار سُجّرَتْ} روي أنه تعالى يجعل يوم القيامة البحار ناراً يسجر بها نار جهنم، أو المختلط من السجير وهو الخليط.{إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ} لنازل.{مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ} يدفعه، ووجه دلالة هذه الأمور المقسم بها على ذلك أنها أمور تدل على كمال قدرة الله تعالى وحكمته وصدق أخباره وضبطه أعمال العباد للمجازاة.{يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً} تضطرب، والمور تردد في المجيء والذهاب، وقيل تحرك في تموج و{يَوْمٍ} ظرف.{وَتَسِيرُ الجبال سَيْراً} أي تسير عن وجه الأرض فتصير هباء.{فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} أي إذا وقع ذلك فويل لهم.{الذين هُمْ فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ} أي في الخوض في الباطل.{يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} يدفعون إليها دفعاً بعنف، وذلك بأن تغل أيديهم إلى أعناقهم وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم فيدفعون إلى النار. وقرئ: {يَدَّعُونَ} من الدعاء فيكون دعا حالاً بمعنى مدعوين، و{يَوْمٍ} بدل من {يَوْمَ تَمُورُ} أو ظرف لقول مقدر محكية.